طائراً من العيون عندما

طائراً من العيون عندما
توجّب عليّ أن أحيط خيالاً
فلزمتني ذكريات جباه صندلية
فتضايقت لأيام وليال كثيرة
وكم تمنيت أن تعود تلك الأنهار
تلك الأنهار التي في مسائها
كنا في شبابنا ندون قصص الإيثار
أين ذهب ذلك التفرغ المتبلور
اليوم حول جدار الهوى العابث
حصارٌ وخرقٌ لضربة الحقيقة
ماذا فعل الزمن الذي يمضي
لقد أبعث ألماً شديداً إلى دموعي
فأتفقد أين هي حقيقة طفولتي
الدواة والممحاة الترابية واللوح والقلم
وأين غابت تلك الليالي والقناديل
ماذا أفعل بهذه الخواطر الأثرية
فإن الوجه الذي يمكث في الجبال
لا يزال كما كنا نراه بنمنماته
" ولكن أمر الله مفعولا "
لكان لي حينئذٍ صوت ينادي اسمي
وصنم لشخصك كنت هذبته
وكان منذ زمن في صدري بلا حياة
فخرج على حين غفلة من عيني
والتفت لحظة واحدة وكتب
حكاية غريبة على وهمي
ذلك الوهم الذي عوده اليوم
صار وقودا لأشعاري المهزومة
طائراً من العون عندما
أسامة جمشيد
أغسطس 2017م​
 
Top